عبد الباري عطوان / القدس العربي
اننا نخشى أن لا تُعفى اسرائيل من مسؤولية التعويض أو المساهمة مالياً في اعادة الاعمار فقط، وانما ان تخرج المستفيد الأكبر من هذه العملية، من حيث الاستيلاء على أموال اعادة الاعمار بطرق غير مباشرة، مثل توريد الاسمنت والحديد ومستلزمات البناء من قبل شركاتها، فهي التي تتحكم بالمعابر كلياً، وهي صاحبة الكلمة النهائية حول من يدخل وما يدخل إلى قطاع غزة، بما في ذلك معبر رفح المصري.
تبدأ اليوم في <منتجع شرم الشيخ> اعمال المؤتمر الدولي لإعمار قطاع غزة بمشاركة 75 وفداً، ليس من بينها وفد الدولة التي دمرت القطاع وقتلت 1350 من ابنائه (اي اسرائيل) ولا حركات المقاومة التي دافعت عنه وصمدت برجولة في مواجهة العدوان.
ومثلما جرى استخدام ورقة المعابر ولقمة الخبز لتركيع الفلسطينيين ابناء القطاع ودفعهم للثورة ضد حركات المقاومة هذه، من المرجح ان يتم استخدام ورقة إعادة الاعمار، والاموال التي سترصد لهذه المهمة (2.8 مليار دولار) من اجل تحقيق الغرض نفسه، اي القول لأبناء القطاع بشكل واضح لا لبس فيه او غموض: اذا اردتم هذه الاموال واعادة الاعمار فأنتم تعرفون جيداً المقابل المطلوب، والكرة الآن في ملعبكم.
منظمة التحرير اعترفت باسرائيل على مرأى ومسمع العالم بأسره قبل 15 عاما، فماذا جنت من خلف هذا الاعتراف، واسقاط سلاح المقاومة، وتعديل الميثاق؟ هل حصلت على الدولة المستقلة ام على اكثر من نصف مليون مستوطن في الضفة والقدس المحتلة، واعادة احتلال مناطق الحكم الذاتي كاملة، وتجويع مليون ونصف مليون في القطاع، وبناء السور العازل و...و؟
والاهم من ذلك ان كل هذه المطالب الاستباقية التعجيزية تأتي ونحن على ابواب حكومة يمينية متشددة ترفض الاعتراف بحل الدولتين، وتتحدث فقط عن السلام الاقتصادي، اي تحويل الشعب الفلسطيني من متسول درجة عاشرة الى متسول درجة ثامنة.
نطالب الدول العربية، التي دعمت الرئيس عباس، ان تقول له كفى، انت تهيننا بمثل هذه التصريحات، وتعمل على نسف حوار استغرق الكثير من الوقت والجهد من اجل ترتيـــبه وانجازه، واذا كنت تتــــهم الآخرين باتباع اجندات غير عربية، فإن مثل هذه التصريحات تدفع بهم لاتهامـــك بالشيء نفسه ايضا
اننا نخشى أن لا تُعفى اسرائيل من مسؤولية التعويض أو المساهمة مالياً في اعادة الاعمار فقط، وانما ان تخرج المستفيد الأكبر من هذه العملية، من حيث الاستيلاء على أموال اعادة الاعمار بطرق غير مباشرة، مثل توريد الاسمنت والحديد ومستلزمات البناء من قبل شركاتها، فهي التي تتحكم بالمعابر كلياً، وهي صاحبة الكلمة النهائية حول من يدخل وما يدخل إلى قطاع غزة، بما في ذلك معبر رفح المصري.
تبدأ اليوم في <منتجع شرم الشيخ> اعمال المؤتمر الدولي لإعمار قطاع غزة بمشاركة 75 وفداً، ليس من بينها وفد الدولة التي دمرت القطاع وقتلت 1350 من ابنائه (اي اسرائيل) ولا حركات المقاومة التي دافعت عنه وصمدت برجولة في مواجهة العدوان.
ومثلما جرى استخدام ورقة المعابر ولقمة الخبز لتركيع الفلسطينيين ابناء القطاع ودفعهم للثورة ضد حركات المقاومة هذه، من المرجح ان يتم استخدام ورقة إعادة الاعمار، والاموال التي سترصد لهذه المهمة (2.8 مليار دولار) من اجل تحقيق الغرض نفسه، اي القول لأبناء القطاع بشكل واضح لا لبس فيه او غموض: اذا اردتم هذه الاموال واعادة الاعمار فأنتم تعرفون جيداً المقابل المطلوب، والكرة الآن في ملعبكم.
منظمة التحرير اعترفت باسرائيل على مرأى ومسمع العالم بأسره قبل 15 عاما، فماذا جنت من خلف هذا الاعتراف، واسقاط سلاح المقاومة، وتعديل الميثاق؟ هل حصلت على الدولة المستقلة ام على اكثر من نصف مليون مستوطن في الضفة والقدس المحتلة، واعادة احتلال مناطق الحكم الذاتي كاملة، وتجويع مليون ونصف مليون في القطاع، وبناء السور العازل و...و؟
والاهم من ذلك ان كل هذه المطالب الاستباقية التعجيزية تأتي ونحن على ابواب حكومة يمينية متشددة ترفض الاعتراف بحل الدولتين، وتتحدث فقط عن السلام الاقتصادي، اي تحويل الشعب الفلسطيني من متسول درجة عاشرة الى متسول درجة ثامنة.
نطالب الدول العربية، التي دعمت الرئيس عباس، ان تقول له كفى، انت تهيننا بمثل هذه التصريحات، وتعمل على نسف حوار استغرق الكثير من الوقت والجهد من اجل ترتيـــبه وانجازه، واذا كنت تتــــهم الآخرين باتباع اجندات غير عربية، فإن مثل هذه التصريحات تدفع بهم لاتهامـــك بالشيء نفسه ايضا